كم هي مستفزه اعلانات الوظائف هذه الأيام ! فما ان تقوم بفتح الجريده او تتصفح موقعا علي الإنترنت بحثا عن الوظائف الخاليه حتي تطالعك المئات من الإعلانات المستفزه مثل نجعلك رجل اعمال اتصل بنا أو شركه كبري تطلب شباب من الجنسين للعمل بمرتبات مغريه ودون حتي ان تعلن عن طبيعة العمل او ماهيته بل ان البعض يرفضون الإفصاح عن نوعية الوظيفه حتي في التليفون
واذكر ان هناك جريده كانت تطلب كيميائيين فقمت بالإتصال لأسأل عن طبيعة الوظيفه فماذا كان الرد؟ ردت علي سيده في لهجة صارمه : أما تيجي حتعرف !! لذا عليك وببساطه ان تشد الرحال من القاهره الي الإسكندريه مثلا او العكس حتي تتعرف فقط علي نوع الوظيفه !! وطبعا المفترض انني سأقبل بالشروط الموضوعة صاغرا ( هو حد لاقي شغل !) , وتمتليء صفحات الإنترنت والجرائد بالوظائف التي تحمل بيانات مبهمه او ناقصه .
ومن المضحك المبكي أني واثناء بحثي المعتاد في اخبار الوظائف وجدت خبرين عجيبين الفارق بين نشرهما ساعات الأول حول انتقاد العمل الدوليه لمصر لعدم الإلتزام بمعايير السلامه الدوليه تبعه مباشرة خبر احتفال الوزيره بالشركات لتطبيقها معايير السلامه المهنيه !!
اعتقد أن هذا اعجاز لم يحدث من قبل في اي دوله في العالم سوي مصر ! ويبدو ان الوزيره قد قامت بالأمر من باب كيد العوازل والشامتين!.
"العمل الدولية"تضع مصر على قائمة الدول"المخالفة"
القوى العاملة تحتفل بالتزام الشركات بمعايير الصحة والسلامة المهنية
ليس هذا فحسب بل انك بمجرد ان تلج الي ساحة العمل حتي تجد العجب العجاب فلا قوانين عمل ولا حتي حقوق انسان تحترم الا من فئه قليله ممن يدركون تأثير العامل النفسي ونقص العداله او المساواه علي انتاجيه العامل وفي الغالب يكون ذلك من بعض الشركات الأجنبيه او ممن يتقون الله فيمن يعملون معهم لإعتبارات ايدولوجيه لا قانونيه فالقانون حاصل علي اجازه مفتوحه .
وهاهو صديقنا احمد اسعده الحظ وابتسمت له الدنيا ووجد وظيفه في احدي شركات الأدويه , وفي الموعد المقرر لتسلم الوظيفه دار هذا الحوار
أحمد : ازي حضرتك يا فندم انا احمد اللي عملت المقابله مع حضرتك وقلتلي آجي النهارده
المسئول : آه فاكرك شكلك ولد نبيه عايزين شغل من نار بقي
احمد : ان شاء الله يافندم نكون عند حسن الظن
يضع المسئول عن المقابله يضع يده في جيبه ليخرج شيكا ثم يتناول قلمه ليضع مبلغا يحوي ثلاثة اصفار ,
احمد : ياباشا احنا لسه عملنا حاجه مش لما نشتغل الأول نبقي نقبض !
المسئول : تقبض ايه يا بني خد امضي !
أحمد مستغربا : امضي ايه ؟
المسئول بنفاد صبر : تمضي الشيك طبعا
أحمد : آه الشيك مش تقول كده من الصبح , شيك ايه!
المسئول : يووه الشيك اللي حيضمن لنا حقنا انك مش حتسيب الشغل وتمشي !
أحمد : طيب وانا ايه يضمن لي انكم مش حتاخدوا الشيك ده وتقدموه في القسم واروح انا في ستين داهيه وانا اساسا معنديش رصيد في البنك
المسئول : هف شكلك كده حتتعبني خلاص خلاص يدخل دفتر الشيكات في جيبه ويخرج دفتر كمبيالات
أهوه ملكش حجه كمبياله اهوه مش شيك
استفز الموقف احمد اكثر ولكنه تمالك اعصابه دا ما صدق لقي وظيفه
أحمد : ياباشا انتم خايفين علي حقوقكم ليه هوا احنا مش حنمضي عقد يضمن حقوق الطرفين !
مضت لحظة صمت غريبه قبل ان يحدث الإنفجار نعم لقد انفجر المسئول ضاحكا
دخل في نوبة ضحك هيستيري وهو يمسك بطنه عقد ! بيقولي عقد حد يشوفله عقد ! البيه عايز عقد!
احمد مستغرباً : طب ممكن اعرف انا قولت ايه غلط
المسئول : يابني عقد ايه انا مش عايش في مصر ولا ايه
احمد : ايوه بس انا ايه اللي يضمن لي حقي ما انا ممكن اشتغل واصرف الشهر كله وفي الآخر يتقال لي مع السلامه
المسئول : الضامن ربنا بقي عجبك علي كده عجبك مش عجبك في ألف غيرك حيمضوا عالشيك
أحمد مستسلما : لا خلاص خلاص أخذ احمد الكمبياله وبيد مرتعشه وضع توقيعه والحسره تملأ قلبه
المسئول بعد ان تناول الكمبياله ووضعها في جيبه : بص يا بني الشغل 12 ساعه
قاطعه احمد في دهشه : 12 ساعه ليه هما مش 8 ساعات
المسئول : 8 ساعات ايه يابني مين قالك الكلام ده
أحمد مستدركاً : آه حضرتك تقصد يعني بالأوفر تايم
المسئول في سخريه : اوفر ايه يا خويا لأ هما 12 ساعه
احمد : ازاي دا الميثاق العالمي لحقوق الإنسان بيقول ان العمل يبقي 8 ساعات بس واكتر من كده يبقي فيه اوفر تايم وده بيبقي اختياري
المسئول وقد نفد صبره : ياعم حقوق انسان ايه وحقوق حيوان ايه كلمني عربي الله لا يسيئك انا شكلي كده غلطت اللي نويت اشغلك
انا ومن الآخر مشغلك عشان عمك كان صاحبي ! انتا شكلك كده ملكش في الشغل
انا ومن الآخر مشغلك عشان عمك كان صاحبي ! انتا شكلك كده ملكش في الشغل
وبعد ان انتهت المقابله وقبل احمد بالشروط صاغرا خرج وهو يحمل الدنيا فوق كتفيه حتي بدا كما لو ان 10 سنوات قد انضافت لسنوات عمره اخرج هاتفه المحمول قديم الطراز
ايوه يا حسين آه خلصت طيب حقابلك علي اول الشارع نروح سوا
وفي الطريق
حسين : مالك يابني مش فرحان انتا مش بتقول قبلت
أحمد : آه قبلت وحكي له ما حدث
وكأن هيستيريا الضحك صارت وباءا انتشر في الجو فكان يضحك مع كل تفصيله يرويها كما كان يفعل مسئول الشركه
حسين : ياعني انتا زعلان ليه دلوقتي ؟
احمد : زعلان ليه ! ده كله وبتسألني زعلان ليه
حسين في هدوء : آه عادي
احمد : اه طبعا عادي ما انتا صحفي وكاتب عقد مع الجورنال مش حتفرق معاك براحتك مش انتا قلتلي انك ماضي عقد ؟
حسين عند هذه النقطة انفجر ضاحكا علي نحو هيستيري قبل ان يقول وقد احمر وجهه من كثرة الضحك:
آه طبعا ماضي عقد مضيت بس نسيت اقولك اني قبل ما امضي العقد مضوني علي استقاله !!
in آخر الأخبار , نصائح وظيفية ,